الأحد، 19 مايو 2013

السودانيون .. المغتربون في السودان!! 2


 
وردتني الكثير من التعليقات على المقال السابق بنفس العنوان، وكلها تدور حول اهتمام الفرد بمصلحته الشخصية وشئونه المهنية! كأنما تحدثت عن بقاءه عاطلا حبا للوطن!! يالها من زاوية ضيقة الأفق!

بصورة أكثر وضوحا كل ماطلبته من هؤلاء هو الشعور بالانتماء والعرفان للوطن لا أكثر .. ان كانت الظروف الاقتصادية سيئه فذلك ليس بمبرر كافٍ يجعلك تسب وتلعن حالة البلاد وتتمادى لسب البلاد نفسها، كل من خرج باحثا عن العمل والفرص الطيبه لم يخرج الا مجبرا، فهل هناك من يهوى الابتعاد عن اهله ووطنه وعشيرته؟

هناك فرق كبيـــــــــر بين الوطن والحكومه .. كثيرون غيبوا هذه المعلومه عن عقولهم وتعاملو مع الاثنين بروح واحده، ان تسب الحكومه فهذا شأنك أما أن تسب الوطن فقد تعديت على الخطوط الحمراء ..

 

الانتماء لن يعطل مصالح الفرد الشخصية، ان كنت تعشق السودان كما تزعم فلابد من انك ستبذل قصارى جهدك لتعكس الصورة الجيدة للمواطن السوداني، للأسف انتمائاتنا باتت مصغرة.. بل قل مجزئه.. حين تجد ذاك الحفل الصاخب الملئ بالشباب وهم ينتظرون تلك الأغنية التي تذكر اسم جامعتهم ليقفزو فرحا ويصرخون باعلى اصواتهم .. أو قل تجد جمعا آخر من الشباب ينتظر اغنية تذكر الأحياء السكنية، قبل "الكبري" أو بعده وأيضا بقفزون فرحاً ويصرخون بأعلى أصواتهم معلنين للجميع الحضور أن هذا حيُنا أو هذه جامعتنا أو هذه قبيلتنا أو ...

 

كلهم مغتربون في أوطان داخل الوطن .. وكل يرسم وطنه لنفسه، فعرفانه تجاه منطقته او كُليته أكثر وأجزل، يعتقدون أنه ينبغي على الوطن أن يقدم لهم شيئا ليحبوه ولايسألون أنفسهم ان بذلو له هم شيئا؟ وهل يجب على هذا الوطن أن يوفر لهم الحياة الكريمة والعلاج والصحه والتعليم المثالي لاولادهم؟ قليل من هذا وذاك وتجد الأفكار المبعثرة والأوراق المخلوطه لضبابية العقل.

 

لاتخلو احدى الأسر من شباب هاجروا الى اوربا أو أميركا أو حتى استراليا، جُل هذا الشباب يعود لأرض الوطن يحمل جوازاً ملوناً وقلباً مليء بالعرفان ونكران الذات .. يبحث بشتى الطرق أن يقدم كل مابوسعه لوطن لم يعد يحمل شعاره في جوازه .. لكن قلبه مازال، أيها المغتربون في أوطانكم قليل من العرفان لايضر، قليل من الشعور بالانتماء لايضر.. قليل من ...
ما حبيتك أنا بالصدفة وما اتلاقينا بلا ميعاد

اتلاقينا صباح الدنيا وشلتك منية واتجنستك بالميلاد..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق